طريقة تحضير النمورة الشهية

النمورة: طريقة التحضير والتاريخ وأسرار الوصفة التقليدية

النمورة هي واحدة من أشهر الحلويات الشرقية التي تحتل مكانة بارزة على الموائد العربية، خاصة في دول الشام مثل سوريا ولبنان وفلسطين، إضافة إلى انتشارها في دول الخليج ومصر. تتميز النمورة بقوامها الطري المبلل بالعسل أو الشراب السكري، ونكهتها الغنية التي تجمع بين طعم السميد والبهارات اللطيفة، مما يجعلها خيارًا مفضلًا للحلويات في المناسبات والأعياد والاحتفالات العائلية.

الأصل والتاريخ

ترجع أصول النمورة إلى المطبخ العربي التقليدي، حيث تعتمد على مكونات بسيطة ومتوفرة في معظم البيوت، أبرزها السميد والعسل أو الشراب السكري (الشيرة). يعود تاريخ النمورة إلى العصور القديمة، إذ كان السميد من المواد الغذائية الأساسية التي تُستخدم في تحضير الحلويات والمخبوزات. مع مرور الوقت، تطورت طرق تحضيرها من وصفات محلية إلى أخرى أكثر تنوعًا، مع إضافة المكسرات والبهارات المختلفة لإثراء نكهتها.

المكونات الأساسية

تتكون النمورة من مكونات رئيسية محددة، وهي:

• السميد: ويُفضل استخدام السميد الناعم أو المتوسط الخشونة، وهو العنصر الأساسي في تكوين النمورة.

• السكر: يُستخدم لتحلية العجينة ولتحضير الشراب السكري.

• اللبن أو الحليب: يعزز من طراوة العجينة ويمنحها نكهة مميزة.

• الزبدة أو السمن: تضيف دهونًا ضرورية لطراوة وقوام النمورة.

• البيكنج باودر: يساعد على تخفيف العجينة وجعلها أكثر هشاشة.

• ماء الورد أو ماء الزهر: يُستخدم لإضافة نكهة عطرية مميزة.

• المكسرات: مثل الفستق الحلبي أو اللوز، وتُضاف على الوجه أو داخل النمورة لإثراء المذاق.

طريقة تحضير النمورة التقليدية

تبدأ عملية تحضير النمورة بمزج السميد مع السكر والبيكنج باودر، ثم يُضاف اللبن تدريجيًا مع الزبدة المذابة مع التحريك المستمر حتى تتكون عجينة متماسكة وطرية.

يتم فرد العجينة في صينية مدهونة بالزيت أو السمن، ويفضل أن تكون الصينية ذات قاعدة معدنية لتوزيع الحرارة بشكل جيد أثناء الخبز. بعد ذلك، تُرص المكسرات على سطح العجينة حسب الرغبة، ويُقطع سطح العجينة إلى مربعات أو معينات قبل دخولها الفرن، لتسهيل التقطيع بعد الخبز.

تُخبز النمورة في فرن محمى مسبقًا على درجة حرارة متوسطة (حوالي 180 درجة مئوية) لمدة تتراوح بين 30 إلى 40 دقيقة، حتى يتحول لونها إلى ذهبي جميل.

تحضير الشراب السكري (الشيرة)

يُعتبر الشراب السكري أو “الشيرة” من العناصر الأساسية التي تميز النمورة عن غيرها من الحلويات، فهو ما يمنحها الرطوبة والطعم الحلو المتوازن. يُحضر الشراب بغلي الماء مع السكر، ويُضاف إليه عصير الليمون وماء الورد أو ماء الزهر. يُترك الشراب ليغلي حتى يصبح كثيفًا قليلاً، ثم يُترك ليبرد قبل سكبه على النمورة الساخنة فور خروجها من الفرن.

السر في النمورة الناجحة

تكمن جودة النمورة في التوازن بين العجينة والشراب السكري، وكذلك في اختيار السميد المناسب ووقت الخبز. السميد الناعم يعطي قوامًا أكثر نعومة، بينما السميد الخشن يمنح ملمسًا متماسكًا. أيضًا، يجب الانتباه لسكب الشراب الساخن على النمورة الساخنة، لأن ذلك يساعد على امتصاص الشراب بشكل أفضل، ما يجعلها طرية ولذيذة.

تنويعات على وصفة النمورة

تطورت وصفات النمورة مع مرور الزمن، وظهرت العديد من التنويعات التي تضيف لمسات جديدة على الطعم والقوام، منها:

• النمورة بالسميد والزبادي: حيث يُستخدم الزبادي بدلاً من اللبن، مما يمنح العجينة طراوة إضافية ونكهة مميزة.

• النمورة بالمكسرات المختلطة: تشمل خليطًا من الفستق، واللوز، والصنوبر، مما يزيد من غنى الطعم ويضيف قرمشة مميزة.

• النمورة بالقرنفل والقرفة: تُضاف هذه البهارات لإعطاء النمورة طابعًا عطريًا دافئًا، يناسب أجواء الشتاء والمناسبات الخاصة.

• النمورة بالطحينة: وهي نسخة حديثة تضيف إليها الطحينة لتعزيز القوام والنكهة.

الفوائد الغذائية للنمورة

رغم كونها من الحلويات الغنية بالسكر، فإن النمورة تحتوي على مكونات صحية نسبيًا مقارنة ببعض الحلويات الأخرى. السميد مصدر جيد للألياف والبروتينات، كما أن إضافة المكسرات تزود الجسم بالدهون الصحية والفيتامينات والمعادن مثل المغنيسيوم والزنك. إضافة ماء الورد أو الزهر يعطي النمورة خواص مضادة للأكسدة تساعد على تخفيف التوتر وتهدئة الأعصاب. مع ذلك، يجب تناول النمورة باعتدال، خصوصًا لمن يعانون من السكري أو من يرغبون في التحكم في الوزن.

تخزين النمورة

للحفاظ على النمورة طازجة، يُنصح بتغطيتها جيدًا بعد أن تبرد تمامًا، ويفضل حفظها في مكان بارد وجاف أو في الثلاجة. يمكن إعادة تسخينها قليلاً قبل التقديم لإعادة الطراوة والنعومة إلى القوام.

جدول مقارنة بين أنواع السميد المستخدم في النمورة

الخاتمة

النمورة ليست مجرد حلوى تقليدية، بل هي إرث ثقافي يعكس غنى المطبخ العربي وتنوعه. تحضيرها بدقة واهتمام يبرز الطعم الأصيل الذي يسعد الأجيال. بفضل مكوناتها البسيطة، يمكن لأي شخص تعلم صنع النمورة في المنزل والتمتع بطعمها الفريد. يبقى السر الحقيقي للنمورة الرائعة في التوازن بين القوام والطعم، الذي يتحقق باتباع الخطوات التقليدية وإضافة لمسات شخصية تلائم الذوق.

المراجع:

• كتاب “الحلويات الشرقية: تقاليد ونكهات” – تأليف ليلى أبو الخير

• موسوعة المطبخ العربي – موقع تراثنا الثقافي